قصة رائعة كولب الجميلة - -
من يشد الترحال الى منطقة المحس والسكوت وحلفا ويتجول فى قراها وبودايها - وبين خضرتها ونيلها وبين اطلال تراثها - الاصيل ومن يجلس مع
اهلها الطيبون -- الكرماء الافاضل وبين افراحها واتراحها لا يجد اطلاقا الا- الكلام العذب الحلو والونسة - والضحكات - والقفشات واحيانا
السخرية والقصص والحكايات - واحيانا يصدمك- قول جارح - وحزن دفيق - وحزن نبيل - وبين هذا وذاك - تجد العزة والشموخ والكبرياء والكرم والاستقبال الرائع للضيوف
فى بلادى - - وقد قادتنى - قدماى - فى رحلة توثيقية للتراث النوبى - اتجول فى تلك البلاد والمناطق العزيزة فى قلبى - ريثما اجد ضالتى فى كولب الخضراء
وانا احمل مفكرتى - ادون فيها الثقافة النوبية فى الغناء النوبى القديم والحديث - وفى منطقة الكولب الوديعة الوريفة - التى تغنى لها
الشعراء والادباء والمطربيين النوبيين - وقفت على تل فى نقطة نائية صغيرة -(0فوقن) تقع غرب فركة - وفى مناطق دال وعكاشة وغيرها - شاهدت النيل الخالد
والاشجار الباسقات - والخضر - - وتعرجت الى الجزيرة الخضراء كولب لاكتب عن رجال ذكرشهادتهم فى التاريخ- صادقين ومحبوبين- وشيوخ - حكماء - ذلك الزمان - وجدت سيرة عطرةعن- رجل يدعى جلال نصرة حكيم القرية - وقدوتهم - وخبيرهم - ومرشدهم - ولم يسلم احمد اغا المطرب
النوبى الراحل صاحب اشهر اغنية ( سبل الليلة ) يدعون أن من يستمع اليه لايمسه الضجر ولا التعب ولا المرض - !! والمعلم الكولبى الشهير( أبو ليبة ) - صاحب مركب شراعى - هو الذى يقوم - بنقل الاهالى بمركبه الشراعية الى جزر كولب الوريفة - للزراعة والحصاد والمناسبات -
-وبين شهادات من عاشوا تلك العصر الذهبى من رجال كولب ونسائها -وشهادة الام طماية خازنة اسرار النساء-- وغيرها من الصالحين -ادلفت وسط ساقية قديمة - الى منزل جلال نصرة للراحة --والاستجمام --
فى تلك الليلة القمرية والهلال بدرا - ساطعا -وفى غياب نجوم سماء كولب - - !! - فى تلك الساحة التى تعج بالضجيج وصياح الاطفال- ووسط جمع غفير من المعجبين والجمهور
المتعطش لسماع الاغنية والقصيدة الوطنية الرائعة (( فوقن دقيقوقا )) - يتاهب فنان الاكسترا -فى تلك اللحظات المرتقبة فى ترميم رميات -المطرب النوبى ( شنان - ) - الذى فاجأ الجمهورباذاعة الخبر الحزين - بأن المنطقة باثرها تتعرض للغرق - - وينادى بلملم الجراح
والحزن والتصدى لهذه الواقعة المؤلمة - ولن يرتاح لنا البال - - ولن نرضى الا الموت والفناء او البقاء- فى ارض النوبة السمراء ونخشى هلاك من يقوم ويتسبب -فى غرقنا -وغرق تراثنا - - ومجدنا - وعزتنا -- !! - -
فى كتابتى لهذه الشهادة الموثقة فى قصة هذه الاغنية -- رائعة شنان - استعنت باحد اصدقائى الكلوبين - بامدادى بخريطة تعميرية لهذه
المنطقة المشهورة - فى بلاد المحس والسكوت -- التى روجت لها - فوقن دقيقوقا - بجمالها - وروعتها - - من قبة سليم حتى حلفا - رغم بعد المسافات والمساحات الشاسعة - ووسط تلك الانهار - وبين شلالات تنقورالحزينة بفراق اهلها -وكجبارالصامدة -- وتلالها وجبالها الشامخات الباكيات بفقد من يتسلقها ---
-نقلنى -هذا الصديق فى رحلتى - الطويلة - وانا باحث - عن أعراب تلك الجمل والكلمات والمعانى الدقيقة المعبرة- وفك طلاسم هذه الاغنية المثيرة التى دوما يرردها الاخرين مرارا وتكررا وفى اشرطة الكست بصوت الفنان النوبى امجد صابر وغيره - وفى نغمات الموبايلات ترن فوقن ابتا جلال اقنا-وفى حيرتنا كيف نترجمها الى واقع واسطروبحث - نقلنى هذه المرة الى القرية 26 -حلفا - فى منطقة الكولب -وفى حفل غنائى ساهر -- كان مطرب هذه الليلة الخريفية - المطرب صلاح عباس من منطقة ارض الحجر -- لم يتوانى
منذ مسكه المكرفون - حتى نهاية الحفل حسب رغبة الجمهور الكبير يردد فوقن دقيقوقا -!! لاغير -حتى نهاية الحفل فى الساعة 11 م- وعندئذا قلت لصديقى منذر -القصة كبيرةوطويلة -و سوف لن تغمض لنا عين ولاجفن -- ولم تبق لى الا ساعات قليلة - فى نقل هذه الاسطورة الرائعة ( كلوفوقن دقيقوقا )- الى اسطوانة - وبثها ونقلها وترجمتها مكتوبة الى ملتقى النوبى الثقافى - كاروعة قصة حقيقية - عاشتها - المنطقة النوبية - قديما وحديثا بقلم عيسيى الحلفاوى
المفضلات